ذكرى تهجير أم الحيران في النقب.. من ألم الاقتلاع إلى عهد التمسك بالأرض والهوية

تقرير: ياسر العقبي | 25 نوفمبر 2025

على أطلال قرية أم الحيران المهجّرة، جال الأهالي في الذكرى السنوية الأولى لتهجيرهم، مستذكرين قريتهم التي سُوّيت بالأرض بقرار من السلطات والمحاكم الإسرائيلية، في مشهدٍ يختصر وجع الاقتلاع وقسوة الظلم والتمييز العنصري.

▪️أسماء المتحدثين: رائد أبو القيعان | من مهجري أم الحيران؛ ربيع الأعسم | ناشط جماهيري وعضو نقف معا▪️

وشارك في إحياء الذكرى نشطاء وقيادات عربية ويهودية، مؤكدين أن القرية ستبقى في الذاكرة والوجدان، وأن حقوق أهلها في الأرض غير قابلة للمساومة، رغم سياسات الهدم والتطهير والتهجير المستمرة في مختلف مناطق النقب.

ودعا المشاركون إلى تصعيد النضال وتوحيد الصفوف في مواجهة هذه السياسات، مؤكدين أن استهداف الإنسان العربي-البدوي هو استهداف لهويته وتاريخه وجذوره الضاربة في هذه الأرض.

ورغم القهر، يظل البدوي متمسكًا بترابه، يحرس ذاكرة المكان بروحه، ويجدد عهده للأرض التي لم تغادره يومًا، لأنها وطنه وكرامته وامتداد وجوده.

▪️ مداخلات المشاركين

وقال الناشط السياسي عقاب العواودة، الذي قام على العرافة بالتعاون مع المدير العام للمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها سليمان الهواشلة، إنّنا نؤكد "في الذكرى الأولى لتهجير أهالي أم الحيران أنّ القرية لنا، ولن ننساها، وحقوقنا في هذه الأرض باقية رغم كل السياسات الحكومية العنصرية".

وقال رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، عطية الأعسم، إنّ "أم الحيران ستبقى في ذاكرتنا الجماعية رغم التطهير العرقي الذي تعرضت له، وسننقل روايتنا للأبناء والأحفاد، وسنحافظ على الذاكرة وقرانا مسلوبة الاعتراف مهما فعلت حكومة العصابات الإسرائيلية".

وأشار إلى حالة الخوف لدى المواطنين العرب في النقب، موضحًا أن "المخاوف تشمل سكان القرى المعترف بها ومسلوبة الاعتراف، في ظل السياسات الإسرائيلية وقرارات المحاكم التي تُشرعن الاقتلاع والتطهير العرقي".

وقال رئيس مجلس محلي حورة، حابس العطاونة، إن "التطرف الذي نشهده تمثل في هدم مسجد في أم الحيران وعشرات المنازل وتهجير العائلات، إذ أن الأصعب هو تهجير العائلات العربية لصالح بناء مستوطنات على أنقاض البلدات العربية، وإسكان اليهود مكان أهلها".

وتحدث رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، المحامي طلب الصانع، قائلا إن "سياسات الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة متشابهة في استهداف الوجود العربي في النقب، وفي ظل هذا الاستهداف هناك ضرورة إلى وحدة الصف والاحتجاج الشعبي حتى تتغير هذه السياسات المتطرفة".

وتطرق النائب وليد الهواشلة إلى تاريخ أم الحيران، قائلا إن "تاريخ أم الحيران عريق وممتد على هذه الأرض منذ عقود، إلا أن حكومات إسرائيل المتتالية أصرت على هدم القرية، إذ أن ركام القرية سيبقى شاهدًا على عنجهية الحكومات المتطرفة، وهذا التطرف جعل ابن الوزير المتطرف سموتريتش يشتري قسيمة بناء على أنقاض القرية".

أما النائب السابق يوسف العطاونة، فقال إن "المخططات الحكومية لا تتوقف عند ما حدث في أم الحيران، إذ صدرت قرارات في الأسبوع الأخير عن لجان التخطيط والمحاكم الإسرائيلية تكشف ملامح مخططات جديدة للتطهير العرقي، كما يظهر في راس جرابة من تهجير المواطنين العرب لصالح توسيع مدينة ديمونا المقامة على أراضي السكان الأصلانيين".

وقال النائب عوفر كسيف إن، "ما يحدث في النقب لا ينفصل عما يحدث في الضفة الغربية من إرهاب المستوطنين تحت حماية قوات الاحتلال من إحراق الممتلكات وارهاب المواطنين يوميًا، وكل ذلك بتمويل من الوزراء ورئيس الحكومة. ما يحدث في النقب مترابط مع ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة من تطهير عرقي وإبادة جماعية، والصمت مرفوض تمامًا، والنضال السياسي واحد ومترابط بين هذه القضايا الثلاث".

وناشد نائب رئيس المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها في النقب، معيقل الهواشلة، القيادات العربية بتغيير إستراتيجية النضال، مشددا على أن "هناك ضرورة للعمل الواضح والمنسق لمواجهة ما تتعرض له البلدات العربية في النقب من سياسات متطرفة".

وقال عضو لجنة التوجيه العليا، جمعة الزبارقة، إن "السياسات الإسرائيلية منذ النكبة عام 1948 ثابتة وهدفها الأساسي تهجير العرب وتضييق الخناق عليهم، لذلك علينا ابتكار طرق نضالية جديدة أكثر تأثيرًا".

وقال رئيس لجنة المتابعة السابق محمد بركة، إن "المطلوب هو أن يكون المجتمع العربي موحدًا، شعبيًا وسياسيًا وعلى الأرض، إذ أن التحديات كبيرة ومعقدة وتستلزم توحيد الصفوف بالكامل".

وأضاف أن "لجنة المتابعة هي البيت الجامع، ويجب الحفاظ عليها ودعم رئيسها الجديد د. جمال زحالقة، والعمل تحت مظلتها لضمان تنفيذ قراراتها وإنجاحها لحماية شعبنا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp