وداعًا نوري العقبي..
بقلم: د. عامر الهزيل | 4 نوفمبر 2025
يرحل اليوم رجل بحجم وطن، وتطوى صفحة من أنقى صفحات النضال في النقب.
يرحل أبو صلاح، القائد الذي لم يعرف التعب، والمناضل الذي عاش عمره كله للأرض والإنسان والكرامة.
رحل رئيس جمعية مؤازرة حقوق البدو، تلك الجمعية التي كانت صوته ويده وسيفه في وجه الظلم، وجداراً صلباً أمام جرافات الهدم ومحاولات الاقتلاع.
كم وقف نوري العقبي أمام الجرافات وحده، بصدره العاري وإيمانه العميق بعدالة قضيته. وكم حمل هموم الناس إلى المحاكم والساحات، مدافعاً عن حق البقاء على الأرض وعن كرامة الإنسان في وجه التهميش والنسيان.
كان نوري العقبي مدرسة في الانتماء، لا يطلب مجدًا ولا يسعى وراء منصب. قاده ضميره حيث يجب أن يكون، ورفع صوته حين صمت الكثيرون أو كانوا في صف الخونة.
وداعاً يا من كتب الشعارات بيده، وهتف في المسيرات بصوته، وغرس في الأجيال معنى الصمود والعزة والوفاء.
رحل المناضل الوفي، بعدما أتعبه المرض وهدّه العمر، لكنه مضى بصمت يليق بالكبار فقط… بصمت يشبه صمته حين كان يرى في الألم طريقًا نحو الكرامة.
سلام عليك يا نوري العقبي، سلام على خطاك التي ستبقى في تراب النقب، وسلام على روحك التي ستظل ترفرف في سماء العدالة والحرية.
وداعاً أبا صلاح يا صفحة ناصعة ومشرفة في تاريخ نضال النقب.
يا من حمل راية النضال في زمن لم يتجرأ الكثير على قول كلمة الحق في وجه الباطل.
رحمك الله وغفر لك واسكنك فسيح جناته يا من نام في السيارة، كما تظهر في الصورة، رافضًا ترك أرضه العراقيب بعد أن هدمت دولة إسرائيل مرات خيمة احتجاجه...