شقيب السلام: جرافات السلطات تبقي نحو 250 شخصًا من عائلة الوليدي بدون مأوى

تقرير: ياسر العقبي | 19 مايو 2025

اقتحمت آليات وجرافات السلطات، معززة بقوات كبيرة من شرطة إسرائيل، صباح الإثنين، قرية السر مسلوبة الاعتراف وهدمت نحو 30 منزلا ومبنى، يعيش فيها نحو 250 شخصًا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ، من عائلة الوليدي، التي تمّ ضمها إلى الخارطة الهيكلية لبلدة شقيب السلام.

جاءت عمليات الهدم بعد قرار محكمة الصلح في بئر السبع، الأسبوع الماضي، في إطار الضغوطات المتواصلة التي تمارسها على أصحاب الأرض من العرب-البدو لإجبارهم على قبول مخططات التهجير والتضييق عليهم ومصادرة أراضيهم.

وفي خطوة تصعيدية، قامت السلطات بلصق نحو 200 أمر هدم على منازل الأهل بقرية السر المجاورة، بهدف تهجير نحو 1500 مواطن، ضمن سياسات التهجير القسري تحت مسمى "خطة التركيز"، التي تهدف إلى تقليص الوجود العربي في الجنوب، بينما تُعلن بالتزامن خططاً لإقامة مستوطنات يهودية جديدة في المنطقة.

وفي السياق، أعلن مجلس شقيب السلام الإضراب الشامل في أعقاب هدم منازل عائلة الوليدي وإبقاء النساء والأطفال والشيوخ في العراء.

شاهد اللقاءات على موقع قناة "يوم البادية": إبراهيم القريبي | شاهد على جريمة الهدم؛ سويلم العمرني | نائب رئيس مجلس شقيب السلام؛ ناتي ييفت | مسؤول الإعلام في المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها

🚨 شجب واستنكار

وعقب المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها بالقول: "الدولة تعد منذ سنوات سكان قرية السر بتنظيم سكنهم في الموقع. السكان مستعدون لذلك وعملوا بلا كلل لدفع الخطة قدمًا. ولكن بينما تواصل سلطة توطين البدو إطلاق الوعود الفارغة، تسرع سلطة أراضي إسرائيل في تنفيذ عمليات الهدم دون أي اعتبار لحقوق الإنسان – كل ذلك بهدف التنكيل وإرضاء الحكومة المعادية للعرب. الطريقة الصحيحة للمضي قدمًا هي الإعلان عن موعد بدء أعمال التطوير، وقبل البدء بها يجب تخصيص قطعة أرض قريبة لإقامة سكن مؤقت للسكان، إلى أن يتمكنوا من البدء في بناء منازلهم بترخيص".

وأكد المجلس الإقليمي أنّ "تصرفات الدولة تثبت أنه ليس لديها أي نية لرعاية مصالح السكان، بل فقط لإلحاق الأذى بهم، تحت غطاء حجج شكلية تخفي وراءها نوايا سيئة".

وقال المسؤول الإعلامي في المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها: "ما نراه هنا هو المرحلة الأولى في الطريق لهدم 200 منزل آخر. أكثر من ألف شخص سيتم طردهم إلى الجحيم، رغم أنهم مستعدون للتسوية، يريدون التسوية، يريدون منازل، والدولة لا تكترث. سلطة البدو تماطل وتماطل، تقول نعم سنخطط لكم، سننظم لكم، وفي اليد الأخرى تأتي سلطة أراضي إسرائيل، أو بالأحرى بن غفير - مبعوثو بن غفير - ويهدمون. لماذا يهدمون؟ من أجل التنكيل العنصري البشع".

وجاء في بيان شجب واستنكار: "يعرب مجلس شقيب السلام المحلي عن استنكاره الشديد وشجبه القاطع لعملية الهدم التي نُفذت اليوم ضد عائلة الوليدي، في ظل غيابٍ تام لأي حلول تنظيمية عادلة أو بدائل حقيقية تحفظ كرامة الإنسان وحقه في السكن.

وتابع البيان: "إننا نرى في هذا الهدم تصعيدًا خطيرًا وغير مقبول في التعامل مع القرى العربية البدوية في النقب، ويؤكد استمرار سياسات التهميش والتضييق بدلًا من تبني حلول عادلة وشاملة تضمن الحياة الكريمة لجميع المواطنين.

وأكد مجلس شقيب السلام أنّ "عائلة الوليدي والعائلات المقيمة في تلك المنطقة هم أهلنا وعزوتنا، ولن نقبل أن يُمسّ أي منهم بسوء أو يُترك بلا مأوى. وحتى إن كانت الأرض المخططة تدخل ضمن حدود شقيب السلام مستقبلًا، فإن أي تحرك عليها يجب أن يُسبق بحل منصف وعادل، يضمن حياة كريمة للعائلات قبل أي عملية هدم".

وبالتالي أعلن المجلس عن "إضراب شامل غدًا الثلاثاء، يشمل جميع الأقسام، بما فيها قسم التربية والتعليم ومرافق المجلس، باستثناء التعليم الخاص والخدمات الحيوية، وذلك كخطوة أولى ضمن سلسلة خطوات نضالية سيتم اتخاذها خلال الأيام القادمة".

وأكد المجلس أنه "سيصعّد من إجراءاته وتحركاته أمام الجهات المعنية، ولن يقف مكتوف الأيدي ما دامت هذه السياسات مستمرة، وما دامت لا توجد نية حقيقية للوصول إلى حلول عادلة توقف الهدم وتضمن الأمن السكني لأهلنا".

وختم البيان: "نطالب رئيس الحكومة شخصيًا، وأذرع الدولة التنفيذية، بالتوقف الفوري عن الهدم، وفتح حوار جدي مع القيادات المحلية لإيجاد حلول تحفظ حقوق أهلنا في السكن والعيش الكريم قبل فوات الأوان" - إلى هنا نص البيان.

وكانت جلسة طارئة عُقدت عصر الاثنين لدى عائلة الخرومي في قرية السر، حيث تمّ التباحث في الخطوات المستقبلية لوقف جرافات الهدم.

🚨 جلسة طارئة

وفي بيان مشترك صادر عن لجنة التوجيه العليا لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها جاء:

بمبادرة المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها ، عُقدت اليوم جلسة طارئة في أعقاب الهدم بقرية السر، بمشاركة لجنة التوجيه العليا لعرب النقب والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، وبحضور النائب يوسف العطاونة، وذلك في أعقاب الجريمة النكراء التي ارتكبتها السلطات من خلال هدم البيوت وتهجير الأهالي في القرية.

أكد المشاركون أن ما جرى في قرية السر هو جريمة تطهير عرقي ممنهجة، تأتي ضمن سياسة مستمرة تستهدف وجود أهلنا في النقب. كما شدد المجتمعون على أن سياسة الهدم والترحيل لن تكون مقبولة، وأنه لا يمكن الاستمرار في التعاطي معها بردود فعل متفرقة، بل يجب توحيد الجهود وتكثيف العمل الشعبي والرسمي والميداني لمواجهتها.

في ختام الجلسة، خرج المجتمعون بجملة من القرارات المركزية، أهمها:

الدعوة إلى وقفة احتجاجية حاشدة أمام ما يسمى "سلطة توطين البدو" في مدينة بئر السبع، تعبيرًا عن الغضب الشعبي ورفضًا لسياسات التطهير والاقتلاع.

تكليف النائب يوسف العطاونة بالتواصل العاجل مع الجهات الحكومية المختصة لطرح قضايا ومطالب أهالي قرية السر، والعمل على إيجاد حلول عادلة تضمن كرامتهم وحقهم في البقاء على أرضهم.

الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من أهالي قرية السر، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ولجنة التوجيه، بهدف متابعة القضية من مختلف الجوانب السياسية والميدانية والقانونية.

لجنة التوجيه العليا والمجلس الإقليمي يدعو جماهير النقب قاطبة إلى أوسع مشاركة شعبية في الوقفة الاحتجاجية المرتقبة، لأن صوتنا الموحد في وجه الظلم هو الطريق نحو كسر سياسة الهدم والتطهير.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332

للحصول على الأخبار أونلاين تابع قناة يوم البادية على الواتساب WhatsApp