إضراب في القطاع الصحي احتجاجًا على مقتل الطبيب عبدالله عوض
تقرير: ياسر العقبي | 3 فبراير 2025
أعلنت نقابة الأطباء أنه سيتم تعليق العمل في نظام الصحة صباح غد (الثلاثاء) لمدة ساعتين احتجاجًا على مقتل طبيب الأطفال الدكتور عبدالله قاسم عوض، ابن قرية المزرعة، الذي كان يعمل في عيادة المجتمع التابعة لخدمات الصحة العامة "كلاليت" في قرية كفر ياسيف، حيث قُتل برصاص مجهولين أمام مرضاه المذهولين.
وسيتوقف العمل خلال الساعتين الأوليين من الدوام، من الساعة 07:30 أو 08:00، وفقًا لما هو متبع في أماكن العمل المختلفة. وأوضحت نقابة الأطباء أن "هذه الجريمة تثير صدمة للجميع، وتأتي بعد خمسة جرائم قتل أخرى في المجتمع العربي خلال 24 ساعة فقط. لا يُعقل أن يكون الطبيب الذي يؤدي مهمته الطبية في مكان من المفترض أن يكون آمنًا ومحميًا، ضحيةً لعنف وحشي لا حدود له".
وأشارت إلى أن الجريمة وقعت بعد خمس جرائم قتل أخرى في المجتمع العربي خلال 24 ساعة، ودعت الحكومة الإسرائيلية إلى "تحرك فوري لمكافحة العنف المستشري في المجتمع العربي"، و"إنهاء الإهمال الذي يتعرض له المواطنون العرب"؛ كما طالبت السلطات الأمنية بـ"اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للقبض على الجناة".
وطالبت نقابة الأطباء السلطات القانونية "باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لاعتقال الجناة وتقديمهم للعدالة، كما دعت حكومة إسرائيل إلى التحرك الفوري للقضاء على العنف في المجتمع العربي، ووقف الإهمال، وتعزيز الأمن الشخصي".
أعلن تنظيم الأطباء المتدربين "مرشام" عن انضمامه إلى الإضراب الاحتجاجي، قائلًا: "نودّ أن نعبر عن صدمتنا العميقة وألمنا الشديد إزاء جريمة القتل المروعة التي راح ضحيتها الدكتور عبدالله عوض، طبيب الأطفال في عيادة كوبات حوليم بقرية ياسيف، والذي كرّس حياته لإنقاذ حياة الأطفال، وقُتل بدم بارد في مكان من المفترض أن يكون ملاذًا آمنًا للمُعالِجين والمرضى على حد سواء. لا يمكننا الوقوف مكتوفي الأيدي بينما يصبح العاملون في المجال الطبي أهدافًا، والعنف المتزايد لا يلقى استجابة مناسبة من السلطات التنفيذية والحكومة".
وأضاف التنظيم: "ندعو سلطات الدولة إلى العمل فورًا وبحزم للقضاء على العنف في المجتمع العربي بشكل عام، ولحماية الطواقم الطبية بشكل خاص. لا يمكن القبول بأن يصبح الأطباء وأفراد الطواقم الطبية أهدافًا لإطلاق النار في دولة متقدمة. نتقدم بأحر التعازي لعائلة الفقيد، وسنواصل النضال من أجل حماية جميع الأطباء والطواقم الطبية في كل مكان".
وفي وقت سابق، أدان وزير الصحة أوريئيل بوسو ومدير عام الوزارة موشيه بار سيمان طوف الجريمة المروعة. وقال وزير الصحة: "أنا مصدوم من هذا الحادث المأساوي وأشارك عائلة الطبيب المقتول في حزنها العميق. لا يمكن القبول بأن تتحول المنشآت الطبية، التي يُفترض أن تكون أماكن لإنقاذ الأرواح، إلى أماكن يشعر فيها المرضى أو الطواقم الطبية بالخطر على حياتهم. أدعو الشرطة إلى استكمال التحقيق بسرعة والعمل بصرامة ضد مرتكبي هذه الجريمة الفظيعة".
وأضاف مدير عام وزارة الصحة: "نحن نشاطر العائلة حزنها العميق ونرى هذا الحدث بمنتهى الخطورة. الوزارة والمنظومة الصحية بأكملها ملتزمتان بمواصلة العمل لمنع أي شكل من أشكال العنف ضد الطواقم الطبية. يجب الحفاظ على العيادات والمستشفيات كمراكز علاجية آمنة وخالية تمامًا من العنف".
عبّرت منظمة "كلاليت" للخدمات الصحية عن صدمتها وحزنها العميق إزاء هذا الحدث المأساوي. وقال المدير العام لـ"كلاليت"، إيلي كوهين: "هذه حادثة مأساوية ومؤلمة تصدمنا جميعًا. يأتي الأطباء يوميًا لعلاج الناس وإنقاذ الأرواح، وحقيقة أن أحد أفراد الطواقم الطبية قُتل أثناء عمله هي أمر لا يُصدّق. سنعمل مع جميع الجهات ذات الصلة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحالات. قلوبنا مع عائلة الطبيب، ومع الطاقم الطبي، ومع جميع المتضررين من هذا الحدث المأساوي".
وأشار إلى أن "كلاليت" على اتصال مع الجهات المعنية للتحقق من ملابسات الحادث، مضيفًا: "نحن نرافق الطاقم الطبي ونقدم دعمًا نفسيًا وعاطفيًا لجميع أفراد الطواقم الطبية والمرضى الذين شهدوا الحادث المروع. قلوبنا مع عائلة الطبيب الذي قُتل، ونرسل أحر التعازي لهم ونتشارك في حزنهم العميق. ستواصل 'كلاليت' الوقوف إلى جانبهم وتقديم أي مساعدة مطلوبة".
وأضاف رونين نودلمان، مدير منطقة حيفا والجليل الغربي في "كلاليت": "نحن مصدومون ومذهولون من هذا الحدث المأساوي الذي قُتل خلاله طبيب أثناء أداء عمله. الطبيب، الذي كان يؤدي مهمته الطبية في العيادة، فقد حياته في عمل عنف صادم – وكل ذلك أثناء تفانيه في خدمة صحة الجمهور".
جريمة القتل السادسة خلال أقل من 24 ساعة
وجريمة قتل طبيب الأطفال المرحوم الدكتور عبدالله عوض انضمت إلى 5 جرائم أخرى، بينها الفتى وائل سليمان أبو زايد، ابن الـ14 من عمره، أطلق النار عليه أثناء شجار في حي شنير في اللد.
وفي أبو سنان، قُتل 3 شبان وأُصيب آخرون بجراح متفاوتة الخطورة، إثر تعرّضهم لإطلاق نار في جريمة ارتُكبت في مقصف ("كشك") شمالي البلدة قبل منتصف ليلة الأحد. والضحايا هم: وجدي أنور خير، وهيثم سليمان زيناتي، وناتن أنور مشلب.
وقالت "حيان" إن "طواقمها للعلاج المكثف، تقدّم العلاج لثلاثة إصابات حرجة من حادثة إطلاق نار بقرية أبو سنان"، مضيفة أنه "تم نقلهم لغرفة العلاج المكثف في مستشفى نهريا"، قبل أن تُقرّ وفاة ثلاثتهم، بعد فشل محاولات الإبقاء على حياتهم.
وقُتل يعقوب جبر (40 عامًا) في جريمة طعن ارتكبت في قرية أبو غوش شمال غربي مدينة القدس، واعتقلت الشرطة الإسرائيلية مشتبها بارتكاب الجريمة، هو صهره السابق.
كما قُتل الفتى وائل أبو زايد (14 عامًا) وأصيب آخران في جريمة إطلاق نار بمدينة اللد، بعد ظهر يوم الاثنين.
29 قتيلا عربيا منذ مطلع العام
ويشهد المجتمع العربي تصاعدا في الجريمة والعنف بصورة غير مسبوقة، فيما يبقى القتلة والجناة خارج قضبان السجن بدون ردع ومحاسبة.
ووفقًا لـ"مبادرات إبراهيم" فأن من بين الضحايا امرأة، و23 ضحية قُتلوا بالرصاص والدهس والطعن، بالإضافة إلى ثلاثة قتلى برصاص الشرطة وهما اثنان من عرابة البطوف والثالث من كفر قرع.
وفي عام 2024، قُتل 221 شخصا في جرائم قتل شهدها المجتمع العربي، مقابل 222 خلال العام 2023.
وعقب النائب أيمن عودة، في تصريح له، أنّ "عندما أتحدث عن ألم شعبنا بسبب تفشي الجريمة، ويقاطعنا هؤلاء الفاشيون، أدرك أكثر من أي وقت مضى أنَّنا بحاجة إلى الإصرار الجماعي على التحدي والتمرد على الأساليب التقليدية، مهما كلفنا الأمر".
وأشار عودة إلى أن "المظاهرة التي نُظمت يوم الجمعة في أم الفحم، رغم أهميتها، لا تكفي بمفردها. لكنها تشكل خطوة أولى ومهمة للغاية نحو تحفيز هبّة شعبية شاملة لمكافحة الجريمة".
التهمة: الأشقاء من رهط نصبوا كمينا للشاب رأفت أو قويدر وقتلوه
وفي سياق جرائم القتل، قدمت النيابة العامة في لواء الجنوب إلى المحكمة المركزية في مدينة بئر السبع لائحة اتهام بحق أربعة أشقاء شبان هم: جودت (20 عامًا) وأميّة (22 عامًا) وحمزة (25 عامًا) وإبراهيم أبو عابد (26 عامًا) من مدينة رهط، نسبت إليهم جريمة قتل الشاب رأفت أو قويدر من قرية الزرنوق، في ظروف خطيرة والشروع في قتل ثلاثة أشخاص آخرين، وذلك على خلفية نزاع مستمر بين عائلتي أبو عابد وأبو جامع حول أراض – وفق لائحة الاتهام. وكان الشاب المرحوم في زيارة لأخواله حين سقط ضحية النزاع الدامي.
وفي طلب الاعتقال حتى الانتهاء من الإجراءات القضائية، قالت النيابة إنّ "المدعى عليهم متهمون بجريمة القتل في ظروف خطيرة يعاقب عليها بالسجن المؤبد، على خلفية نزاع عنيف وطويل الأمد بين عائلات. وهناك سبب معقول للخوف من أن يعرض المدعى عليهم سلامة شخص وسلامة الجمهور للخطر في حالة إطلاق سراحهم".
ونسبت النيابة إلى الأشقاء الأربعة المتهمين "جرائم القتل العمد والشروع في القتل وحمل سلاح".
وجاء في لائحة الاتهام أنهم أطلقوا النار على سيارة كان الضحية بداخلها مع ثلاثة مسافرين آخرين، أواخر العام الماضي.
وقالت الشرطة في بيان لها في حينه إنها "تلقت عند الساعة الواحدة من فجر يوم 21.12.2024 بلاغا عن إطلاق نار تجاه سيارة في حي 33 بمدينة رهط، ما أسفر عن إصابة 4 أشخاص بجروح متفاوتة، أحدهم الشاب رأفت أبو قويدر البالغ من العمر 32 عامًا، إذ أُقرّت وفاته في مستشفى سوروكا".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332