إدارة ترمب تؤكد رغبتها في تولي السلطة الفلسطينية إدارة غزة
29 يناير 2025
وصل ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي للرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، اليوم (الأربعاء) إلى إسرائيل، حيث قام بزيارة إلى محور "نتساريم" في قطاع غزة، بتأمين الجيش الإسرائيلي، ليصبح بذلك أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور غزة منذ نحو 15 عامًا.
وخلال زيارته، تفقد ويتكوف نقطة تفتيش المركبات الفلسطينية المتجهة شمالًا من شارع "صلاح الدين"، وفقًا لمصدر أمني. وقد رافقه وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، في زيارته إلى القطاع، والتي تعد الأولى له أيضًا إلى غزة خلال الحرب على غزة.
وذكرت قناة "سكاي نيوز عربية" أنّ ويتكوف التقى في الرياض بأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، حيث شددت إدارة ترمب على رغبتها في أن تتولى السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة مجددًا. من جانبه، أكد الشيخ رفضه لنقل سكان غزة إلى دول مجاورة، الأمر الذي رفضته أيضًا كل من مصر والأردن.
وقال مصدر فلسطيني إن مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط أكد للوفد الفلسطيني المنتظر وصوله للمفاوضات في القاهرة أن "الإدارة الأميركية مهتمة بعودة السلطة الفلسطينية لإدارة ملف غزة، ومن المقرر أن يتوجه الوفد الفلسطيني إلى مصر للقاء وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ومع ويتكوف، لاستكمال المناقشات حول السيطرة على قطاع غزة وإدارة المعابر".
وحسب ما نشرته وسائل إعلام عبرية، سيبلغ ويتكوف المسؤولين الإسرائيليين بأن الرئيس ترمب يتوقع تنفيذ صفقة التبادل بالكامل، وأنه يجب حل الخلافات السياسية والأمنية داخل إسرائيل.
إبطاء إعادة إعمار شمال غزة
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "العربي الجديد"، المقربة من قطر، فقد تعهد المبعوث الأميركي، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، بعدم السماح بإعادة إعمار شمال القطاع ورفض إدخال الكرفانات إلى مناطق شمالي القطاع القريبة من البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، حتى يتم الاتفاق على ترتيبات أمنية تضمن أمن المواطنين الإسرائيليين.
وأشار التقرير إلى خطة أميركية تتضمن سيناريوهات ومشاريع أمنية بتمويل أمريكي وخليجي، تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة دائمة بين بلدات الغلاف وقطاع غزة، لمنع أي تهديد مستقبلي لبلدات غلاف غزة.
كما أوضح تقرير الصحيفة أنّ الهدف من هذه الوعود الأميركية هو دفع نتنياهو إلى الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، وتشجيع الفلسطينيين على الهجرة من القطاع من خلال منع وإبطاء إعادة إعمار شمال غزة، وتحويل المناطق الشمالية إلى مناطق غير صالحة للسكن على المدى الطويل.
في المقابل، أعلن المكتب الإعلامي التابع لحركة حماس أن 80% من سكان شمال القطاع الذين نزحوا خلال الحرب قد عادوا إلى ديارهم خلال اليومين الماضيين، أي ما يقارب 700-800 ألف شخص من أصل مليون نازح توجهوا جنوبًا.
ترمب يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض
في السياق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب دعاه للقاء في البيت الأبيض الأسبوع المقبل.
وقال مكتب نتنياهو إنّ اللقاء من المقرر أن يعقد يوم الثلاثاء القادم، الـ4 من شباط/فبراير، مضيفا أن نتنياهو هو أول زعيم أجنبي يتلقى مثل هذه الدعوة خلال ولاية ترمب الثانية.
ومع ذلك، قال مسؤول في البيت الأبيض إنّ الموعد النهائي للقاء لم يتم تحديده بعد، موضحًا أن اللقاء سيعقد مطلع الأسبوع المقبل.
وفي الدعوة، التي أشارت أيضا إلى أنها الأولى التي يتم توجيهها إلى زعيم أجنبي منذ عودته إلى البيت الأبيض، كتب ترمب إلى نتنياهو: "أتطلع إلى مناقشة كيفية تحقيق السلام لإسرائيل وجيرانها، والجهود المبذولة لمواجهة خصومنا المشتركين".
ومن بين الموضوعات الرئيسية المدرجة على جدول الأعمال صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار التي تم تنفيذها جزئيًا والتي لا تزال قيد التطوير بين إسرائيل وحركة حماس ودخلت حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير 2025 بعد أشهر من المفاوضات وبعد ضغوط مكثفة مارسها مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، الذي انضم إلى المحادثات حتى قبل أن يؤدي الرئيس الأميركي الجديد اليمين الدستورية.
وذكرت تقارير أن ترمب حريص على تنفيذ جميع مراحل الاتفاق المعقد المكون من ثلاث مراحل، في حين يواجه نتنياهو ضغوطًا سياسية من أقصى اليمين في ائتلافه لاستئناف القتال بعد انتهاء المرحلة الأولى من صفقة التبادل التي ستستمر 42 يومًا. وقد انسحب حزب "عوتسما يهوديت"، بزعامة ايتمار بن-غفير، من الحكومة بالفعل احتجاجا، وهدد حزب "الصهيونية المتدينة"، بزعامة بتسلئيل سموتريتش، المتحالف معه بالحذو حذوه إذا لم تستمر الحرب.
ووفقا لأخبار القناة 13، لدى واشنطن حزمة من الحوافز التي تأمل أن تقنع من خلالها نتنياهو بالحفاظ على وقف إطلاق النار، والذي من المفترض أن ينهي الحرب ويشهد إطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة.
وتشمل هذه الحوافز الموافقة على تشريع لفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية في محاولة للضغط عليها لإلغاء مذكرة اعتقال بحق نتنياهو أصدرتها المحكمة بشأن جرائم حرب مزعومة في غزة أثناء الحرب، على الرغم من أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ منعوا يوم الثلاثاء تقدم مشروع القانون.
وقال التقرير غير الموثق إن دعم الإدارة المعلن لقرار إسرائيل بقطع العلاقات مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتحركات أخرى مثل رفع التأخير في تسليم القنابل الثقيلة التي فرضتها إدارة بايدن، وإلغاء العقوبات المفروضة على المستوطنين الإسرائيليين الذين ينكلون بالفلسطينيين في الضفة الغربية، واقتراح ترمب بإخراج الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن، كلها أيضا جزء من حملة الحوافز.
وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة "أوتشا"، أكد أن أكثر من 376 ألف مواطن عادوا إلى شمال قطاع غزة بين صباح الاثنين وظهر الثلاثاء، مشيرًا إلى أن النساء الحوامل أو المرضعات والمسنين وأشخاصًا ذوي إعاقة والمصابين بأمراض مزمنة أو محتاجين إلى رعاية طبية عاجلة، أو قاصرين غير مصحوبين بذويهم، هم من ضمن فئات ضعيفة رئيسية من النازحين الذين قاموا بهذه الرحلة الصعبة سيرًا على الأقدام.
" مواصلة الحرب "
وقال تقرير لهيئة الإذاعة الإسرائيلية (كان) إن نتنياهو سيسعى للحصول على موافقة ترمب على مواصلة الحرب. وقال مسؤولون إسرائيليون كبار لهيئة البث إن القدس تريد التنسيق مع واشنطن بشأن قائمة من القضايا الإقليمية، بما في ذلك غزة ولبنان وإيران والتطبيع مع المملكة العربية السعودية، وهو ما كان ترمب مهتما بتحقيقه منذ فترة طويلة.
ومع دخول اتفاق غزة، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة ومصر وقطر، أسبوعه الثاني، توجه ويتكوف إلى إسرائيل من السعودية مساء الثلاثاء.
في الوقت نفسه، أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري أن ويتكوف التقى الثلاثاء بحسين الشيخ، المستشار الكبير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وذكر التقرير نقلا عن مصدرين أن الاجتماع عُقد بعد عدة أسابيع من المحادثات خلف الكواليس بين مسؤولي ترمب وقادة السلطة الفلسطينية.
وقال أحد المصادر إن السعودية هي التي رتبت للقاء الذي جرى في الرياض. وقال مسؤول أميركي للموقع الأمريكي إن ويتكوف كان في السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أنه خلال زيارة ويتكوف، كانت هناك طائرة أعمال إسرائيلية في السعودية. ووفقا لموقع Flightradar24 الذي يتتبع حركة الطيران، فقد أقلعت الطائرة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء من تل أبيب إلى الرياض وكانت على الأرض أثناء زيارة ويتكوف، ثم أقلعت وهبطت في عمان بالأردن.
وقد حظي ترمب بتقدير واسع النطاق لمساهمته في توصل إسرائيل وحماس لاتفاق وقف إطلاق النار، في أعقاب التهديدات المبهمة التي أطلقها بشأن "الجحيم الذي سيُدفع ثمنه" في الشرق الأوسط إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه، والاجتماع “المتوتر” بين نتنياهو وويتكوف.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة2007 ، يرجى ارسال رسالة: editor@yomalbadya.com - واتس-آب 972549653332