رهط تحتفل بمهرجان القهوة والموسيقى البدوي الأكبر في المجتمع العربي
تقرير: ياسر العقبي | 11 يناير 2025
اختتمت مدينة رهط مهرجان القهوة والموسيقى البدوي الثاني في القصر الثقافي، والذي امتد على مدار يومين حافلين بالأنشطة الفنية والثقافية، ويُعد أكبر المهرجانات الثقافية التي تقام في المجتمع العربي.
ويعتبر المهرجان خطوة أخرى نحو تعزيز مكانة رهط كمدينة رائدة في مجال الثقافة والسياحة، حيث تعتمد على تراثها العريق وتفتح أبواب المستقبل الثقافي، لتظل مثالًا حيًا على التعايش والتطور في قلب بادية الجنوب.
شاهد التقرير على قناة "يوم البادية" واللقاءات مع: طلال القريناوي | رئيس بلدية رهط؛ رأفت الحمولة | مستثمر سياحي؛ فؤاد الزيادنة | مدير المركز الجماهيري رهط؛ سليمان أبو مديغم | مدير القصر الثقافي رهط
جذب المهرجان جمهورًا واسعًا من العرب واليهود من جميع أنحاء المنطقة، وقد اتخذ من القهوة العربية رمزًا وشعارًا للأصالة والكرم، ليقدّم تجربة استثنائية جمعت بين عبق التراث وجمال الإبداع المعاصر، في احتفالية تهدف إلى إبراز هوية المدينة وتراثها الغني.
جاء اختيار القهوة العربية شعارًا للمهرجان ليعكس القيم الراسخة التي تتمثل بها، كالتواصل الاجتماعي، والكرم، وأواصر الترابط بين الناس. وقد تخللت الفعاليات معارض متخصصة قدمت لزوارها نبذة عن تاريخ القهوة في الثقافة العربية، بدءًا من زراعتها وتحضيرها وصولًا إلى طقوس تقديمها كجزء من الحياة اليومية والاحتفالات.
شارك في المهرجان، رئيس بلدية رهط، طلال القريناوي، ونوابه، الدكتور عامر الهزيل، ويوسف أبو جعفر، وماجد الكمالات، وفؤاد الزيادنة، مدير المركز الجماهيري رهط، وسعيد العبرة، مدير قسم الرفاه الاجتماعي في البلدية.
وفي كلمة له خلال المهرجان، أكد القريناوي، أن "هذا هو الوجه الحقيقي لمدينتنا: مجتمع متكاتف يبدع في جميع المجالات الثقافية والرياضية والفكرية، ويسعى لنشر قيم التسامح والسلام بعيدًا عن العنف". وأضاف أن "رهط تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمها بأن تصبح عاصمة الثقافة العربية في البلاد، مع سلسلة من المشاريع الثقافية التي تستهدف تعزيز الهوية والتراث وتدعيم أسس مجتمع حي ومتطور".
هذا وقد توافد الزوار إلى مهرجان القهوة والموسيقى البدوية، حيث امتزجت رائحة القهوة بالموسيقى العربية الأصيلة في أجواء من الفرح والابداع. في خيام متعددة على طول ساحة القصر، تنوعت الأنشطة ما بين العروض المسرحية والموسيقية، وورشات الفنون التي شهدت تفاعل الأطفال والشباب مع الألوان والابتكارات المستوحاة من التراث البدوي. كما كانت "خيمة الأخوة" نقطة التقاء لجميع الزوار بمختلف توجهاتهم، حيث دار حوار ثقافي مميز حول العادات والتقاليد البدوية في جو من الاحترام المتبادل.
وشهد المهرجان أيضًا عرضًا من الفنون والحرف اليدوية التي عكست الإبداع البدوي، من قطع فنية وأدوات تقليدية، إضافة إلى المأكولات الشعبية التي شكلت جزءًا أساسيًا من هذا الحدث الثقافي. كانت الأجواء تعكس تجسيدًا حقيقيًا لتراث الآباء والأجداد، من خلال استعراض آلات القهوة القديمة، التي أعادت الحضور إلى عراقة الماضي وحرفيته.
عامر الهزيل، نائب رئيس البلدية، ومسؤول ملف التربية والتعليم، قال: "إنّ مهرجان القهوة والموسيقى البدوي يعكس جزءًا كبيرًا من رؤيتنا في بلدية رهط لتطوير المدينة ثقافيًا وتعليميًا. نحن نؤمن بأهمية تعزيز الوعي الثقافي لدى شبابنا وأطفالنا من خلال فعاليات مثل هذه، التي تجمع بين الفنون والتراث وتغذي روح التعاون والإبداع. كما أن هذا المهرجان يعد فرصة لتعريف الجميع، سواء من داخل المدينة أو من خارجها، بتاريخنا العريق وأصالتنا البدوية. نحن نسعى لأن تكون رهط نموذجًا في التعايش السلمي وتطوير التعليم والثقافة، وهذه الفعاليات تشكل ركيزة أساسية في بناء مجتمع متماسك ومبدع".
فؤاد الزيادنة، مدير المركز الجماهيري في رهط، قال: "مهرجان القهوة والموسيقى يعكس جانبًا مهمًا من هويتنا، ويسهم في تعريف الزوار بثقافتنا الغنية. نحن في المركز الجماهيري نسعى جاهدين لتحويل مهرجان القهوة والموسيقى إلى حدث سنوي يعزز مكانة رهط على الخارطة الثقافية والسياحية المحلية والدولية". وأضاف: "رهط اليوم هي مدينة ثقافية متميزة، وتزخر بالعديد من المشاريع العمرانية والثقافية التي تعكس نهوض المدينة نحو المستقبل".
يُذكر أن مهرجان القهوة والموسيقى البدوي هو الأول من نوعه في النقب، ويعد من أكبر المهرجانات الثقافية التي تقام في الوسط العربي. وقد تم تنظيمه بالتعاون مع عدة جهات رسمية، بما في ذلك مفعال هبايس، وهو خطوة كبيرة نحو تعزيز مكانة رهط كمدينة رائدة في مجال الثقافة والسياحة.