صحيفة فرنسية: عميل إيراني سرّب معلومات حساسة قادت لاغتيال نصرالله
29 أيلول 2025
أفاد مصدر أمني لبناني، نقلت عنه صحيفة "le Parisien" الفرنسية، أن الإسرائيليين تلقوا معلومات حساسة من عميل إيراني بشأن وصول وشيك للأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، إلى مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت، مما أدى إلى تنفيذ الهجوم الجوي الذي أسفر عن مقتله. هذا الكشف يسلط الضوء على تعاون استخباراتي مكثف سبق عملية الاغتيال.
وكشفت الصحيفة الفرنسية تفاصيل جديدة حول عملية اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، وبحسب "le Parisien"، حضر نصرالله اجتماعًا سريًا في موقع على عمق 30 مترًا تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى جانب نائب قائد فيلق القدس الإيراني، عباس نيلفوروشان، و12 مسؤولًا كبيرًا من حزب الله.
وأوضحت الصحيفة أن نصرالله وصل إلى المقر الذي تعرض للهجوم برفقة نيلفوروشان في نفس السيارة، ما أدى إلى تسهيل مهمة تعقبه.
وكشفت "لو باريزيان" أن جاسوسًا إيرانيًا هو من أبلغ إسرائيل بوصول نصرالله إلى الموقع، مما دفعها إلى تنفيذ الهجوم الذي أسفر عن مقتله.
وفي غضون ذلك، أشار مصدر طبي ومصدر أمني يوم الأحد إلى أنه تم انتشال جثة نصرالله من موقع الغارة الجوية الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت وهي سليمة. وأضاف المصدران أنَّ جثة نصرالله لا تظهر عليها آثار جروح ويبدو أن سبب الوفاة صدمة حادة من شدة الانفجار.
وفي تصعيد خطير للصراع المستمر بين إسرائيل وحزب الله، أعلنت القوات الإسرائيلية عن نجاح غارة جوية دقيقة استهدفت نصرالله، الذي كان يعد أحد أهم الشخصيات القيادية في المنطقة.
منذ توليه قيادة حزب الله في عام 1992 بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي، ارتبط نصرالله بدور هام في "محور المقاومة"، وقاد الحزب في عدة مواجهات عسكرية، أبرزها حرب 2006، التي عززت شعبيته ومكانته في العالم العربي.
كان نصرالله شخصية محورية في توجيه سياسة حزب الله العسكرية والسياسية، ونسج تحالفات استراتيجية مع إيران وسوريا، مما جعله هدفًا رئيسيًا لإسرائيل على مر السنين.
اغتيال نصرالله يشكل ضربة قاسية لحزب الله وحلفائه، وقد يشعل فتيل تصعيد جديد في المنطقة، مع توقعات بأن يكون لهذا الحدث تداعيات سياسية وأمنية بعيدة المدى.
وفي أعقاب عملية اغتياله، أصبحت الوحدة 910 التابعة لحزب الله، "التهديد الأوضح" للمصالح الإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، وفقا لمركز ألما للأبحاث.
وفي تقرير نشره مركز الدراسات المختص بالشأن الإسرائيلي، تم تقييم الوحدة المعروفة باسم "وحدة الظل"، كالجهة الأخطر على إسرائيل الآن.
وعملت الوحدة في الماضي في أميركا وأوروبا وأفريقيا وآسيا وكانت قادرة على شن هجمات انتقامية كبيرة في غضون مهلة قصيرة.
وفقا لصحيفة "جيروزلم بوست"، يدير حزب الله "الوحدة 910"، وهي واحدة من أكثر فروع الحزب سرية وخطورة، وتقع تحت قيادة طلال حمية، المعروف أيضا باسم "أبو جعفر".
شاركت الوحدة في العديد من الهجمات البارزة، بما في ذلك تفجير السفارة الإسرائيلية في بوينس آيرس عام 1992 ومركز الجالية اليهودية في الأرجنتين عام 1994.
في عام 2012، نفذت تفجيرا انتحاريا على حافلة تقل سياحا إسرائيليين في بلغاريا.
ووفقا للصحيفة، حافظت الوحدة على السرية التامة في عملياتها، معتمدة على الشبكات المحلية والمنظمات الإجرامية في جميع أنحاء العالم.
وقد عمل العملاء، الذين خضعوا لتدريبات أمنية صارمة وغالبا ما كانوا يحملون جنسيات أجنبية، تحت غطاء مدني واستغلوا الاتصالات مع أنصار حزب الله والحكومات الأجنبية لأغراض لوجستية وعملياتية.
في 2019، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن إفشال عدة عمليات للوحدة 910 في بوليفيا وقبرص وبيرو وتايلاند وبريطانيا، ومع ذلك فهناك تنام لدورها في السنوات الماضية.
هذا التنامي بدأ فعليا عام 2008 بعد اغتيال قيادي حزب الله عماد مغنيّة، فاستمرت الوحدة بعد اغتيال الأخير كأداة في "حرب الظل" الإيرانية مع الغرب في المنطقة.