إيران تؤكد رسميًا وفاة رئيسي ووزير خارجيته عبد اللهيان في تحطم المروحية
20 أيار 2024
بعد مرور نحو 12 ساعة على سقوط مروحية الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، في منطقة وعرة قرب الحدود مع أذربيجان، بمحافظة أذربيجان الشرقية شمال غربي إيران، بسبب سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف، أكدت السلطات الإيرانية وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، مع 7 مرافقين كانوا على متن الهليكوبتر.
ومع تأكيد السطات الإيرانية مقتل الرئيس والوفد المرافق له، أظهرت مشاهد مصورة موقع تحطم الطائرة التي احترقت بالكامل وفق مسؤول إيراني. وبينت الفيديوهات الضباب الكثيف الذي لا يزال يلف المنطقة في تبريز، عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية، شمال غربي البلاد، حيث سقطت المروحية أمس، وعلى متنها 9 مسؤولين من ضمنهم رئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان. وسيتم تشريح جثث القتلى بهدف التعرف على سبب الوفاة.
ووفقا للدستور الإيراني، سيتولى نائب الرئيس محمد مخبر الرئاسة في الفترة الانتقالية لمدة أقصاها 60 يومًا حتى إجراء انتخابات رئاسية لمرشحين يتم الموافقة عليهم مسبقًا من قبل "مجلس صيانة الدستور". وفي اجتماع الحكومة عين علي باقري وزيرا للخارجية خلفا لعبد اللهيان. فيما أعلن المرشد الأعلى علي خمينئي عن خمسة أيام من الحداد.
وكانت المروحية التي تقل إلى جانب رئيسي (63 عاما) الذي تولى سابقا قيادة السلطة القضائية في البلاد، وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي، وإمام جمعة تبريز محمد علي آل هاشم، ومرافقين آخرين، هبطت الأحد (19.5) وسط غابات أرسباران وسط ضباب كثيف صعّب إمكانية وصول فرق الإنقاذ إليها حتى الساعة. كما حالت الظروف الجوية دون إمكانية هبوط مروحيات الإنقاذ في موقع الحادث.
وتشغّل إيران مجموعة متنوعة من طائرات الهليكوبتر في البلاد، لكن العقوبات الدولية جعلت من الصعب الحصول على قطع غيار لها. فيما يعود تاريخ أسطولها الجوي العسكري إلى حد كبير إلى ما قبل الثورة الإسلامية عام 1979.
يذكر أن رئيسي كان في أذربيجان في وقت مبكر مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، لافتتاح سد هو الثالث الذي بنته الدولتان على نهر أراس.
وجاءت الزيارة على الرغم من العلاقات الباردة بين البلدين، بما في ذلك الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان في طهران عام 2023، والعلاقات الدبلوماسية بين أذربيجان وإسرائيل، التي تعتبرها طهران عدوها الرئيسي في المنطقة.
من هو رئيسي؟
تولى إبراهيم رئيسي البالغ من العمر 63 عاما رئاسة إيران منذ حزيران/يونيو 2021. وهو يحسب على ما يسمى "التيار المتشدد"، ويحمل درجة الدكتوراة في الفقه، وكان يتولى في السابق قيادة السلطة القضائية في البلاد.
فيما يُنظر إليه على أنه أحد تلاميذ المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، واقترح بعض المحللين أنه يمكن أن يحل محل خامنئي بعد وفاته أو استقالته من منصبه.
ولد سيد إبراهيم رئيس الساداتي، المعروف باسم إبراهيم رئيسي، في 14 ديسمبر 1960، في حي نوغان القديم في مدينة مشهد عاصمة محافظة "خراسان رضوي".
وكان والده رجل دين من منطقة دشتك في مدينة زابُل بمحافظة سيستان وبلوشستان، عاش في مشهد وتوفي عندما كان إبراهيم في الخامسة من عمره.
كما دخل رئيسي الحوزة الدينية في قم قبل الثورة بفترة وجيزة، وكان حينها في سن الـ15، وهناك درس العلوم الدينية على يد أشخاص مثل علي مشكيني، وحسين نوري همداني، ومحمد فاضل لنكراني، وأبو القاسم الخزعلي، ومحمود هاشمي شهرودي.
وهو متزوج من ابنة رجل الدين أحمد علم الهدى، إمام جمعة مدينة مشهد، وزوجته جميلة علم الهدى حاصلة على درجة الدكتوراة من جامعة تربية المدرسين، وهي أستاذة في العلوم التربوية في جامعة بهشتي في طهران، لديهما ابنتان وحفيدان.
عُيِّن مدعيًا عامًا لمدينة كرج عام 1980، عندما كان يبلغ من العمر 20 عاماً فقط، وبعد بضعة أشهر عُيِّن مدعياً عاماً لمدينة مدينة كرج غرب طهران، وفي عام 1982 احتفظ بمنصبه السابق وعُين من قبل مدعي عام الثورة آية الله قدوسي، في منصب مدعي عام مدينة همدان.
بعد فترة نُقل إلى الادعاء العام في همدان، وظل في هذا المنصب حتى عام 1984، وفي عام 1985، أصبح نائب المدعي العام في العاصمة طهران، وظل في هذا المنصب حتى عام 1990، إلى أن أصبح المدعي العام في طهران بأمر من رئيس السلطة القضائية آنذاك، محمد يزدي.
ظل إبراهيم رئيسي في منصب المدعي العام لطهران حتى عام 1994، عندما عينه هاشمي شاهرودي رئيسا للمفتشية العامة لمدة عشر سنوات، ومع تعيين صادق لاريجاني رئيسا للسلطة القضائية، أصبح رئيسي أيضا النائب الأول له لمدة عشر سنوات من 2004 إلى 2014.
أما عام 2014، فأصبح رئيسي مدعي عام إيران، وبعد وفاة سادن مرقد الإمام الرضا واعظي طبسي، عينه خامنئي بدلا منه على رأس أحد أهم المراكز الدينية والاقتصادية التي تمتلك المليارات من الوقف يشمل العقارات والفنادق والشركات الصناعية والزراعية، وتخضع للمرشد الأعلى للنظام، وفي عام 2018 عينه خامنئي بدلا من لاريجاني في رئاسة السلطة القضائية.
كما شغل خلال هذه السنوات أيضا مناصب مثل المدعي العام الخاص لمحكمة رجال الدين، وعضو المجلس المركزي لجمعية رجال الدين المناضلين المحافظة، وعضو مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على رئيسي لأسباب منها تورطه في الإعدام الجماعي لآلاف السجناء السياسيين في عام 1988 في نهاية الحرب الدموية بين إيران والعراق.
وأصبح عضوا في مجلس خبراء القيادة منذ عام 2006، وهو يشغل في هذا المجلس الذي يختار "الولي الفقيه" - أي خليفة المرشد - ويشغل حاليا منصب النائب الأول للرئيس في المجلس، ويشار إليه كأحد المرشحين لمنصب الولي الفقيه بعد خامنئي.
إلى ذلك، كان مرشح المحافظين المتشددين الرئيسي في انتخابات 2017 الرئاسية، إلا أنه خسر أمام حسن روحاني، وأثير في تلك الانتخابات دوره في مذبحة عام 1988 فيما كان يسمى "لجنة الموت"، وكان المرشح الأوفر حظًا عام 2021 بعد أن رفض مجلس صيانة الدستور أهلية معظم منافسيه على هذا المنصب من قبيل الرئيس السابق للبرلمان علي لاريجاني، ورئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد، والنائب الأول لحسن روحاني إسحق جهانغيري.
وفاز رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية لعام 2021، وهو التصويت الذي شهد أدنى نسبة إقبال في تاريخ إيران.