تقديرات: الميناء الأمريكي العائم لإدخال المساعدات إلى غزة سيبدأ العمل مطلع أيّار
30 نيسان 2024
قالت وكالة أنباء أمريكية إنها حللت الاثنين صورًا بالأقمار الاصطناعية تظهر سفينة تابعة للبحرية الأمريكية مشاركة في الجهود التي تقودها للولايات المتحدة لنقل المزيد من المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، خاصة مع تدمير الجيش الإسرائيلي للميناء الوحيد في غزة، وعدم نجاعة آلية إسقاط المساعدات جوا – والتي أدت إلى مقتل العشرات – إلى جانب تعثر دخولها برًا.
وأفادت "اسوشييتد برس" بأن السفينة "يو إس إن إس روي بي بينافيديز"، على بعد 8 كلم تقريبًا من الميناء العائم وقاعدة عمليات المشروع الذي يبنيه الجيش الإسرائيلي، فيما أظهرت صور بالأقمار الصناعية التقطتها شركة "بلانيت لابس بي بي سي" أجزاء من الميناء العائم في البحر المتوسط بجانب السفينة. ووفقًا للتقديرات سيكون الميناء جاهزًا في الأسبوع الأول من شهر مايو/أيّار لإدخال مساعدات تصل إلى نحو 150 شاحنة غذاء يوميا.
وفي الوقت الذي حثّ فيه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن حركة حماس يوم الاثنين على قبول الاقتراح الإسرائيلي الأخير و"السخي للغاية" لهدنة في غزة لضمان إطلاق سراح الرهائن، وسط مساع دبلوماسية لوقف الحرب على قطاع غزة، نُقل عن مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع قولهما إنّ التكلفة التقديرية التي سيتكبدها الجيش الأمريكي لبناء الميناء العائم في غزة ارتفعت إلى 320 مليون دولار – بزيادة نحو الضعفين عن التقديرات الأولية. وتوضح هذه التكلفة، التي لم يُكشف عنها سابقًا، الحجم الهائل لأعمال البناء التي قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنها تشمل نحو 1000 من العسكريين الأمريكيين، معظمهم من الجيش والبحرية.
وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن إنشاء الميناء العائم في مارس/آذار. وبموجب خطة الجيش الأمريكي، سيتم تحميل المساعدات على سفن تجارية في قبرص لتنقلها إلى الميناء العائم الذي يتم إنشاؤه حاليًا قبالة غزة. سيتم تحميل المنصات على شاحنات والتي ستكون بدورها محمولة على سفن أصغر تتجه إلى جسر معدني عائم ذو مسارين. سيؤدي الجسر الذي يبلغ طوله 550 مترًا إلى الشاطئ.
ويقع الميناء العائم جنوب غرب مدينة غزة، التي كانت ذات يوم المنطقة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في القطاع قبل بدء الهجوم البري الإسرائيلي، مما دفع أكثر من مليون فلسطيني للنزوح جنوبًا نحو مدينة رفح على الحدود المصرية. ويأتي تشييده في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل انتقادات دولية واسعة النطاق بسبب بطء تدفق المساعدات إلى المنطقة، حيث تقول الأمم المتحدة إن ربع السكان على الأقل يعيشون على حافة المجاعة.
وكان الجيش الأمريكي، الذي يدير مشروع بناء الميناء العائم، أعلن مسبقا عن توجيهات الرئيس جو بايدن بأن "لا تطأ أقدام الجنود شاطئ غزة". ووفق التخطيط سترسو 6-7 سفن أمريكية تشارك في الخدمات اللوجستية لإنشاء الميناء العائم على بعد بضعة كيلومترات قبالة ساحل غزة. وتسمى العملية العسكرية JLOTS (Joint Logistics Over the Shore) وسيتم نقل البضائع إلى الشاطئ في نقطة تقع إلى الجنوب قليلاً من مدينة غزة.
في السياق، غادرت سفينة المساعدات جنيفر قبرص ليلة الجمعة ووصلت إلى منطقة أشدود السبت. وكانت السفينة، التي تبحر تحت علم جمهورية غينيا بيساو، جزءا من مشروع لمنظمة "وورلد سنترال كيتشن". وفي أعقاب قتل الجيش الإسرائيلي، في 1 أبريل/نيسان، لسبعة من موظفي المنظمة، عادت السفينة على الفور إلى قبرص حيث بقت حتى الآن.
وأعلنت وكالة الأنباء القبرصية أن السفينة أبحرت وعلى متنها معدات وأنه تم فحص محتوياتها في قبرص قبل الإبحار. وتم التبرع بجميع محتويات جينيفر من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة. وتشمل المنتجات الموجودة على متن السفينة المواد الغذائية الجافة والأرز والمعكرونة والمستهلكات الطبية.
وبحسب الخطة لتوصيل المواد الغذائية إلى غزة، فسيكون ميناء لارنكا في قبرص بمثابة نقطة انطلاق للممر البحري الذي ستبحر منه قريبا السفن التجارية المحملة بالبضائع لسكان غزة. وسيتم تفتيش السفن في لارنكا بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) وحكومة قبرص.
وناقش المسؤولون العسكريون الأمريكيون مع نظرائهم الإسرائيليين لعدة أسابيع أسلوب إدارة توزيع المواد الغذائية والمعدات منذ لحظة تفريغها من السفن عبر الميناء العائم.
وفي مؤتمر صحفي عقد في البنتاغون يوم الخميس، أكد مسؤولون حكوميون لمراسلي شبكة CNN أن إدارة توزيع المواد الغذائية داخل غزة ستتم بواسطة USAID بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.
وسيتم إنشاء مركز قيادة وسيطرة ثانٍ في قاعدة سلاح الجو بالقرب من كيبوتس حتسور بالقرب من ميناء أشدود. ويتواجد في هذا المركز جنرال لديه 3 نجوم (أي ما يعادل عضو هيئة الأركان العامة) منذ شهر ويقوم بالتحضير للتنسيق العسكري لنقل البضائع.
وجاء في بيان نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ليلة الأحد، أن العمل على الميناء العائم الأمريكي بدأ قبل نحو شهر في ورشة مشتركة لشعبة الهندسة والبناء في وزارة الدفاع، بقيادة القيادة الجنوبية والهيئة الهندسية ومنسق عمليات الحكومة في المناطق. وقال البيان إن مساحة المشروع تبلغ 270 دونما للعمليات ونقل المساعدات.
بالإضافة إلى ذلك، قام الجيش ببناء نظام بوابات هيدروليكي يتم التحكم فيه عن بعد ويتيح مرونة تشغيلية ولوجستية لمرور الشاحنات، كما تم تنفيذ أعمال كهربائية لدعم المنشأة واستيعاب الوسائل البحرية والبرية. وأضاف المتحدث باسم الجيش إن سلاح البحرية سيحمي القوات في مهمة المساعدة الإنسانية وفي المجال البحري.
^تصوير: US Navy، U.S. Army، Ministry of Defense