10 آلاف بمسيرة يوم الأرض الخالد في دير حنا
30 مارس 2024
تحت شعار "أوقفوا الحرب على غزة"، شارك نحو 10 آلاف مواطن في المظاهرة القطرية الحاشدة لإحياء الذكرى الـ48 ليوم الأرض، عصر السبت، التي انتهت بالمهرجان المركزي في سوق دير حنا.
تولى عرافة المهرجان، الشيخ عوض دحابرة، الذي بدأ عرافته بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء، وقال إنّ "يوم الأرض ليس ذكرى لأن الذكرى حدث لتقضى ولكن أرض فلسطين أرض باقية وجرح نازف وأوجاع باقية مع بقاء الاحتلال ومصادرة الأراضي، أوجاع باقية مع بقاء احتلال القدس وتدنيس الأقصى المبارك".
رئيس المجلس المحلي في دير حنا، سعيد حسين، قال: "نرحب بكم في دير حنا، تحية إجلال ووفاء لشهداء يوم الأرض، تحية عزة لشهدائنا في غزة، التحية لأسرانا البواسل الذين يدفعون سنين عمرهم من أجل الحرية. نحن لا نتحدث عن مجرد ذكرى عابرة وإنما محطة كفاحية ثابتة للتأكيد على التمسك في أرض الآباء والأجداد، 48 عاما مضت ولا زالت آلة القمع تحاول شطب هويتنا القومية وسلب أراضينا خاصة في النقب هذه الأيام، ولا زالت أدوات القمع متواصلة عبر حظر الجمعيات والنشاطات ونحن نؤكد على مواصلة الطريق ولن نتوقف".
رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، محمد بركة، أكد بدوره أنّ "هذا الحضور الواسع في إحياء ذكرى يوم الأرض، يؤكد أننا نكسر المرّة تلو الأخرى كل الرهانات على كسرنا، وتفرقتنا وسلخنا عن انتمائنا الوطني الفلسطيني، وفي وطننا فلسطين الشامخ، أيضا في ظل الظروف الكارثية التي يعيشها شعبنا خاصة في قطاع غزة، حيث يواجه حرب الإبادة الاجرامية".
وأشار بركة في كلمته، إلى أنّ "كل من راهن على تفرقة هذا الشعب ليرى هنا ما أراه أمامي، من وحدة صلبة ثابتة؛ فنحن نواجه مسلسلات القتل والتهجير منذ العام 1948، منذ بدء النكبة، ونحن البقية القليلة الباقية في وطنها، وراهنوا على تهويدنا وتشويه هويتنا، واختراع لغة ليست لغتنا، راهنوا على مسميات المكان، وعلى انتحال محطات الزمان، لكن ها هو الشعب، نحن هنا كلنا نشهد على هوية هذا الوطن الفلسطيني الشامخ المعتز بتاريخه والمتمسك ببقاء الأرض الأم، أرض التاريخ والهوية واللغة والقضية، القضية التي لا يوجد أعدل منها على وجه الكون".
وتابع قائلا: "قامت إسرائيل على أنقاض شعبنا، لكن حينما قامت في العام 1948، كانت تحظى بتعاطف دولي واسع، وهي ما زالت تحظى بدعم دوائر دول كبرى، وأولها الامبريالية الأمريكية والغرب المعادي لشعبنا، لكن في حينه تعاطفوا معها بسبب حرب الإبادة التي تعرّض لها اليهود على يد الوحش النازي، والآن بعد أقل من 80 عاما، تجري محاكمة إسرائيل، تجري محاكمة قادة إسرائيل، تجري محاكمة أحفاد ضحايا حرب الإبادة تلك، تجري محاكمتهم الآن، في محكمة الأمم، بتهمة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد شعبنا في هذه المرحلة، حرب الإبادة على شعبنا في غزة الصمود".
وتابع قائلا: "عيوننا من هنا شاخصة، وطاقاتنا السياسية والوطنية والانسانية مكرّسة لوقف حرب الإبادة، فهذا واجبنا الوطني والإنساني والديني والشخصي لكل واحد منا، لأن الدم المسفوك هو دمنا، وأن اللحم المحروق في غزة هو لحمنا، وأن الأمهات الثاكلات هنّ أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، والأطفال الذين يهيمون على وجوههم بين الخراب، بين الشظايا ووسط الدمار، هم أبناؤنا وأحفادنا، ولا يمكن حتى لو جوبهنا بالموت أن ننكر أصلنا، أن ننكر انتماءنا، العربي الفلسطيني الشامخ البطل، ولا يمكنهم أن يراهنوا على أن ننكر أو نتنكر. نحن ندرك حجم المعاناة والكارثة، لكننا نعيد ونؤكد أن قوانين الحياة وقوانين التاريخ، هي أن القوة لن تنتصر على الحياة، وأن الجيوش يمكن أن تُهزم، أما الشعوب ومهما اشتدت معاناتها فإنها عصية عن الهزيمة والابادة، وأنها منتصرة حتما، وأن شعبنا الفلسطيني منتصر حتما على هذه الكارثة".
وبشأن حملة الإغاثة، قال بركة إن "لجنة المتابعة والجهات المختصة فيها، تعمل على أن تكون حملة الإغاثة ناجحة، من حيث ضمان وصول المواد المطلوبة الى العناوين الصحيحة، والقادرة على توزيعها بشكل عادل داخل القطاع، وأنه جرى تقدم في هذا المجال. ودعا الى الاستعداد لتقديم كل إمكانية لإنجاح حملة الإغاثة في حال تم الإعلان عنها، بعد ضمان كلي لكل ما ذكرناه هنا".
وتوقف بركة عند ما تتعرض له الضفة الغربية لافتا إلى "المجزرة المتدحرجة التي حصدت أرواح مئات الشهداء وجرح واعتقال الآلاف، وتهجير قرى فلسطينية، خاصة في منطقتي غور الأردن وجنوب الخليل. وما تتعرض له مدينة القدس، وخاصة المسجد الأقصى المبارك، الذي هو بكامل مساحته وقف إسلامي، لا حق لأحد فيه غير المسلمين"، وأعلن عن "وفد كبير من لجنة المتابعة سيزور المسجد الأقصى والقدس يوم الاثنين القريب"، مشددا على أن "واجبنا الفلسطيني الدفاع عن القدس وأهلها ومقدساتها".
وتكلم بركة عن "استفحال سياسة الاضطهاد والقمع لجماهيرنا، خاصة منذ شن حرب الإبادة على شعبنا، وعن تعميق سياسة التمييز العنصري، ونحن لن نرضخ ولن ننكسر، كما فعلنا على مدى 76 عامًا". وشدد على أن "استفحال ظاهرة الجريمة في مجتمعنا العربي هي قضية سياسية من الدرجة الأولى لأن من تغذيها هي المؤسسة الحاكمة، لغرض ضرب مجتمعنا وجعله منشغلا بذاته".